رشف بطل قصتنا الشاي وهو جالس على كرسيه الهزيل امام بوابة مخزن أغبر تحشوه الفراغات والأتربة والغبار عدا مساحات متواضعة من أشياء وسلع اساسية كان شرط وجودها البيع الآجل من موزعي شركات عدة، كان المخزن يبدو مصفراً شاحب اللون، كل ما يقوله وينطق به هو "لا يوجد"، بوابته المقفرة .. ادراجه الخاوية .. ارففة الباردة بفعل النسيان واثر الحروب وازمة الإقتصاد، وحده الفراغ والبؤس يرسم ملامح (حازم محمد) ومخزنه .

اكمل رشفته الاخيرة واذا بزبون يسأل عن وجود ماء فيقطع إبحار حازم من امواجه المتضاربة بمواجهة مصيره، رد عليه بكم هائل ومخيف من اليأس والهم، شعر الزبون بشئ عميق يعانية حازم محمد فتبادر الى ذهنه تقديم المساعدة له، لم يكن الزبون سوى اخصائي التمويل.. فأعطاه برشور #الوطنية_للتمويل وشرح له آلية إجراءات الحصول على تمويل بطريقة سهلة.

تفتحت عينيا حازم وتبسم ابتسامة عريضة تملؤها السعادة وكأنما تفتحت امامه ابواب ونوافذ الأمل والتطوير والتنمية وإعادة الحياة لمخزنة، اردف اخصائي التمويل قائلاً: " انهض فالحياة الجميلة تناديك وهى في انتظارك واريد ان اراك ناجحاًً على القمة".

تحمس بطلنا وسارع بتوفير جميع المتطلبات وحصل على تمويله بمبلغ 500،000 بفترة وجيزة، فتحول مخزنة من فراغ محشو بالغبار والبؤس الى بقالة لا تجد فراغاً يسمح بمرور الاصناف الاخرى من المواد الكمالية.

زاول حازم نشاطه ممتلئاً بالحياة والأمل، توسعت بقالته وابتهج بوجود من يأخذ بيديه الى القمة، ثم بدأ بتسديد اقساطه للوطنية للتمويل شاكراً لها في كل مرة يقوم بتسديد قسطه.

مرت الأيام سريعاً وكأنها تقول له انجح سريعاً! كانت مدة تمويله عاماً كاملاً بإثنى عشر قسطاً، ولكن الإصرار والنجاح والمثابرة والشعور الثري لحازم جعله يسدد كل ماعليه في اربعة اشهر فقط، وكأنما كان الوصول إلى النجاح اسرع من شروط واتفاقيات التمويل.
لم تنتهي علاقة اخصائي التمويل بحازم محمد بعد ان تم سداد تمويله، بل استمرت علاقتهما التكافؤية الصادقة، و إذا به يقدم بطلب تمويل جديد مبلغ مليون ريال، ليزداد قوة ووصولاً الى اعلى القمم.

حصل حازم على تمويله الثاني وتوسعت آفاقة وبقالته ليزداد زبائنه وتزداد ارباحه.